تعلم من أخطاء : نصائح للتفكير الواعي واتخاذ القرارات الموفقة

« سرعة التصديق وسرعة الإنكار من علامات السذاجة!»

صدق باولو كويلو عندما ذكر في كتابه (محارب النور) في وصفه الفلسفي لشخصية محارب النور -الشخصية البطلة في الكتاب- أن المحارب يحتاج للسرعة وللصبر في نفس الوقت لينجح. فكم من القرارات السريعة التي أطلقناها في حياتنا على بعض الأمور التي أصبحت بالفعل قرارات موفقة دون التسرع على الحكم عليها قبل أوانها، وكثيرا ما أسترجع القرارات المتسرعة التي خضتها بعكس رغبات والدي لأرى نتائجها السلبية بعد فوات الأوان.

السؤال هنا: هل فعلا يمكن للشخص أن يجد توازنا بين سرعة اتخاد قروصات تحكم حياته وبين الوقوف للتأمل والانتظار قبل اتخاذ القرار؟

في حياة المراهقين

تعد سرعة التصديق وسرعة الإنكار من علامات السذاجة، وخاصة في مجتمع المراهقين. ففي هذه المرحلة من الحياة، يكون التفكير السطحي والاندفاعية هما الأبرز. قد يؤدي ذلك إلى اتخاذ قرارات متسرعة دون تفكير جيد، مما يؤثر على حياتهم بشكل سلبي.

لا شك أن المشروعية والانغماس في تجارب جديدة تشكل جزءا أساسيا من رحلة المراهقة. لكن من المهم ألا نغض الطرف عن أثر الســــــرعـ ى ط ف ف ح ا لإ خاد ق رو ص ا ت ع ل ى ح ي ا ت هم.

تأثير على المراهقين

تؤثر في اتخاذ القرارات على حياة المراهقين بطرق مختلفة، منها:

  1. فشل في التخطيط: عدم التأمل قبل اتخاذ قرار يؤدي إلى فشل في التخطيط للمستقبل. قد يجد المراهق نفسه في مواقف صعبة أو تحديات لم يكن يتوقعها.
  2. زيادة الضغط النفسي: قد يشعر المراهق بالضغط النفسي نتيجة لاتخاذ قرارات سريعة دون التفكير في آثارها على حياته. هذا يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل القلق والإجهاد.
  3. انعدام التحكم: عدم ممارسة التحكم في اتخاذ القرارات يظهـــ ــ ر الشخص للمخاطر وقد يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة قد تكون مدمرة على المدى البعيد.
  4. إضاعة الفرص: قد يفقد المراهق فرصا مهمة في حياته بسبب اتخاذ قرارات سريعة دون التأمل الكافي. هذه الفرص قد تكون في المجال الأكاديمي أو المهني أو حتى الشخصي.

كيفية تحقيق التوازن

لتحقيق التوازن بين الســــ رعـ ة والتأمل، نحتاج إلى اعتبار عدة نقاط:

  1. التأمل والتفكير: من المهم أن نحث المراهقين على التفكير والتأمل قبل اتخاذ أي قرار. يجب عليهم تحديد الأسباب والآثار المحتملة لقراراتهم، والانتظار لفترة مناسبة للتأكد من صحة قرارهم قبل اتخاذه بشكل نهائي.
  2. الاستفادة من الخبرات: يمكن للمراهقين أن يستفيدوا من خبرات الآخرين والاستشارة قبل اتخاذ قرار. قد توفر لهم نصائح ثمينة وتجارب مفيدة لتجنب الأخطاء التي ارتكبوها.
  3. الوعي بالأولويات: يجب على المراهق التفكير في أولويات حياته وضع القرارات في إطار هذه الأولويات. فعلى سبيل المثال، يجب على المراهق التفكير في أثر القرار على تحصيله الدراسي أو علاقته بأصدقائه وعائلته.
  4. التحليل المنطقي: يساعد التحليل المنطقي على تجنب اتخاذ قرارات سطحية. يشـ ــ ع رض غ ف ح ـ ل ل ح ظ ا ل م ـ ر ا ض ي ا ت ال مــح تم ل ة والتأكد من صحة المعلومات قبل اتخاذ قرار.
  5. التواصل: يجب على المراهقين أن يتواصلوا مع الآخرين ويستشيروهم في قراراتهم. يمكن أن يقدم الآخرون وجهات نظر مختلفة وإضافة إلى التفكير في قضية بزاوية أخرى.

الخلاصة

لا شك أن الســــ رعـ ة والتأمل هما عاملان حاسمان في حياة المراهقين. إذا تعلموا كيفية تحقيق التوازن بينهما، سيكون لديهم القدرة على اتخاذ قرارات أفضل تؤثر إيجابيا على حياتهم. استغلال خبرات الآخرين، التفكير المنطقي، والتحدث مع الآخرين يمكن أن تساعدهم على الابتعاد عن القرارات المتسرعة والتحلي بالحكمة في اتخاذ القرارات المهمة.

فلا تدعوا ســــ رعـ ة التصديق أو الإنكار تأخذ عقولكم، ولكن اجعلوها حافزا للتفكير العميق واتخاذ القرارات المدروسة. إنها المفتاح للنجاح والتطور في مرحلة المراهقة.